أحْــلآمــيــ .. المديـــرهـــ
عدد الرسائل : 75 العمر : 28 علم بلادي : مزاجــــي : الدعاء : الهواية : تاريخ التسجيل : 21/01/2009
| موضوع: صفة الدجال والأحاديث الواردة في ذلك : الجمعة يناير 23, 2009 6:17 am | |
| من صفاته أنه رجل , شاب , أحمر , قصير , أفحج , جعد الرأس , أجلى الجبهة , عريض
النحر , ممسوح العين اليمنى , وهذه العين ليست بناتئة , ولا جحراء , كأنها عنبة طافئة ,
وعينه اليسرى عليها ظفرة غليظة , ومكتوب بين عينيه ( ك ف ر ) بالحروف المقطعة , أو
( كافر ) بدون تقطيع , يقرؤها كل مسلم كاتب وغير كاتب , ومن صفاته أنه عقيم لا يولد له.
وهذه بعض الأحاديث الصحيحة التي جاء فيها ذكر صفاته السابقة , وهي من الأدلة على ظهور الدجال :
1- عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " بينا أنا نائم
أطوف بالبيت ... ( فذكر أنه رأى عيسى بن مريم عليه السلام , ثم رأى الدجال , فوصفه ,
فقال : ) فإذا رجل جسيم , أحمر , جعد الرأس , أعور العين , كأن عينه عنبة طافئة , قالوا : هذا الدجال : أقرب الناس به شبهاً ابن قطن ". رجل من خزاعة "[1].
2- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال بين
ظهراني الناس , فقال : " إن الله تعالى ليس بأعور , ألا وإن المسيح الدجال أعور العين
اليمنى , كأن عينه عنبة طافية"[2].
· هل الدجال حي ؟ وهل كان موجوداً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم :
قبل الجواب لا بد من معرفة حال ابن صياد هل هو الدجال أو غيره , نعرف بابن صياد :
اسمه : صافي , وقيل : عبد الله بن صياد أو صائد .
كان من يهود المدينة , وقيل من الأنصار , ذكر ابن كثير أنه اسلم , وكان ابنه عمارة من
سادات التابعين , روى عنه الإمام مالك وغيره.
كان ابن صياد دجالاً , وكان يتكهن أحياناً فيصدق ويكذب , فانتشر بين الناس , وشاع أنه
الدجال , فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يختبره , ففي الحديث عن ابن عمر رضي الله
عنهما : أن عمر انطلق مع النبي صلى الله عليه وسلم في رهط قِبل ابن صياد , حتى وجدوه
يعلب مع الصبيان عند أطم بن مغالة , وقد قارب ابن صياد الحلم , فلم يشعر حتى ضرب
النبي صلى الله عليه وسلم بيده , ثم قال لابن صياد : " أتشهد أني رسول الله ؟ " فنظر إليه
ابن صياد , فقال : أشهد أنك رسول الأميين , فقال ابن صياد للنبي صلى الله عليه وسلم :
أتشهد أني رسول الله ؟ فرفضه , وقال : آمنت بالله وبرسله , فقال له : ما ترى ؟ قال ابن
صياد : يأتيني صادق وكاذب , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : خلط عليك الأمر , ثم قال له
النبي صلى الله عليه وسلم : إني خبأت لك خبيئاً ؟ فقال ابن صياد : هو الدخ , فقال : اخسأ
فلن تعدو قدرك , فقال عمر رضي الله عنه : دعني يا رسول الله اضرب عنقه , فقال النبي
صلى الله عليه وسلم : " إن يكنه , فلن تلسط عليه , وإن لم يكنه , فلا خير لك في قلته"[3].
أما وفاته , فعن جابر رضي الله عنه قال : فقدنا ابن صياد يوم الحرة, وقد صحح ابن حجر
هذه الرواية وضعف قول من ذهب إلى أنه مات في المدينة , وأنهم كشفوا عن وجهه ,
وصلوا عليه [4].
وقد اختلف هل ابن صياد هو المسيح الدجال , بعض العلماء قالوا أنه هو .
وبعض العلماء قال : وظاهر الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوح إليه بأنه
المسيح الدجال ولا غيره , وإنما أوحى إليه بصفات الدجال , وكان في ابن صياد قرائن
محتملة , فلذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقطع بأنه الدجال ولا غيره , ولهذا قال
لعمر رضي الله عنه : " إن يكن هو , فلن تستطيع قتله".
ولهذا فقد اجتهد الحافظ ابن حجر في التوفيق بين الأحاديث المختلفة , فقال : أقرب ما يجمع
به بين ما تضمنه حديث تميم وكون ابن صياد هو الدجال أن الدجال بعينه هو الذي شاهده
تميم موثقاً , وأن ابن صياد شيطان تبدى في صورة الدجال في تلك المدة, إلى أن توجه إلى
أصبهان , فاستتر مع قرينه...."[5].
· مكان خروج الدجال :
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه , قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال : "
الدجال يخرج من أرض بالمشرق , يقال لها : خرسان "[6].
· أتباع الدجال :
روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يتبع
الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة "[1].
وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ينزل
الدجال في هذه السبخة بمرقناة , فيكون أكثر من يخرج إليه النساء , حتى إن الرجل يرجع
إلى حميمه وإلى أمه وابنته وأخته وعمته فيوثقها رباطاً , مخافة أن تخرج إليه "[2].
· فتنة الدجال :
فتنة الدجال من أعظم الفتن منذ خلق الله آدم إلى قيام الساعة , وذلك بسبب ما يخلق الله معه
من الخوارق العظيمة التي تبهر العقول , وتحير الألباب .
روى الإمام مسلم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه , قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " الدجال أعور العين اليسرى , جفال الشعر , معه جنة ونار , فناره جنه , وجنته
نار"[3].
ولمسلم أيضاً عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لأنا
أعلم بما مع الدجال منه , معه نهران يجريان , أحدهما رأي العين ماء أبيض , والآخر رأي
العين نار تأجج , فإما أدركن أحد , فليأت النهر الذي يراه ناراً , ثم ليطأطئ رأسه , فيشرب
منه , فإنه ماءٌ بارد "[4].
· الوقاية من فتنة الدجال :
هذه بعض الإرشادات النبوية التي أرشد إليها المصطفى صلى الله عليه وسلم أمته , لتنجو
من هذه الفتنة العظيمة التي نسأل الله العظيم يعافينا ويعيذنا منها :
1- التمسك بالإسلام , والتسلح بسلاح الإيمان , ومعرفة أسماء الله وصفاته الحسنى التي لا
يشاركه فيها أحد .
2- التعوذ من فتنة الدجال , وخاصة في الصلاة , وقد وردت بذلك الأحاديث الصحيحة :
فمنها ما رواه الشيخان والنسائي عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : " أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة : اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر , وأعوذ
بك من فتنة المسيح الدجال .... الحديث "[5].
3- حفظ آيات من سورة الكهف , فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة فواتح سورة
الكهف على الدجال , وفي بعض الروايات خواتيمها , وذلك بقراءة عشر آيات من أولها
أو آخرها.
ومن الأحاديث الواردة في ذلك ما رواه مسلم من حديث النواس بن سمعان الطويل ... ( وفيه
قوله صلى الله عليه وسلم : ) " من أدركه منكم , فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف "[6].
4- الفرار من الدجال , والابتعاد منه , والأفضل سكنى مكة والمدينة , فقد سبق أن الدجال لا
يدخل الحرمين , فينبغي للمسلم إذا خرج الدجال أن يبتعد منه.
· ذكر الدجال في القرآن :
تساءل العلماء عن الحكمة في عدم التصريح بذكر الدجال في القرآن مع عظم فتنته , وتحذير
الأنبياء منه , والأمر بالاستعاذة من فتنته في الصلاة , وأجابوا عن ذلك بأجوبة , منها :
1- أنه مذكور ضمن الآيات التي ذكرت في قوله تعالى { يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع
نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً }.
وهذه الآيات هي : الدجال , وطلوع الشمس من مغربها , والدابة , وهي المذكورة في تفسير
هذه الآية.
2- أن القرآن ذكر نزول عيسى عليه السلام , وعيسى هو الذي يقتل الدجال , فاكتفى بذكر
مسيح الهدى عن ذكر مسيح الضلالة , وعادة العرب أنها تكتفي بذكر أحد الضدين دون
الآخر. 3- أن القرآن لم يذكر الدجال احتقاراً لشأنه , لأنه يدعي الربوبية وهو بشر ينافي حاله جلالة
الرب وعظمته وكماله وكبرياءه وتنزهه عن النقص.
· هلاك الدجال :
روى الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : " يخرج الدجال في خفقة من الدين وإدبار من العلم ...( فذكر الحديث, وفيه : )
ثم ينزل عيسى بن مريم , فينادي من السحَر , فيقول : أيها الناس ! ما يمنعكم أن تخرجوا إلى
الكذاب الخبيث , فيقولون : هذا رجل جني , فينطلقون , فإذا هم بعيسى بن مريم صلى الله
عليه وسلم , فتقام الصلاة , فيقال له , تقدم يا روح الله ! فيقول : ليتقدم إمامكم , فليصل بكم ,
فإذا صلى صلاة الصبح , خرجوا إليه . قال : فحين يرى الكذاب ينماث كما ينماث الملح في
الماء , فيمشي إليه , فيقتله , حتى إن الشجر والحجر ينادي , يا روح الله ! هذا يهودي , فلا
يترك ممن كان يتعبه أحداً إلا قتله "[7].
| |
|